خطوة رقم 14 : متأكد ؟ طب متعصب ليه ؟

عصب

لما حد يصر أنه عارف حقيقة الحياة , أسأله هو ليه محتاج يصر  بعصبية . فيرنون هاورد

تعليقي :

لو حد جيه و قالك الشمس بتتطلع من المغرب و طبعاً أنت عارف من كل سنين عمرك اللي أنت عشتها , أنها بتتطلع من المشرق .

هتكون حاسس بأيه و هيكون أيه رد فعلك تجاه الشخص اللي هيقولك كده ؟

الطبيعي عشان أنت متأكد 100 % مفيش أي حاجة بتعارض الفكرة في عقلك , و الحقيقة , فهتكون هادي و هتبصله و تضحك , تقوله أنت شارب ايه يابني  و مهما حاول يقنعك مش هيأثر فيك و مش بعيد تشك أنه عنده تهيؤات .

أيه اللي بيحصل لما تكون متأكد أن في حاجة معينة المفروض تحصل , و متحصلش ؟

لو حاجة صغيرة بتصاب بالأحباط , لو حاجة أكبر ممكن تتعصب علي الشيء اللي عاملك المشكلة اللي مش ماشية مع ظنك , أو لو شخص عمل عكس اللي أنت عايزه يا ممكن تسيبه و تمشي أو تتعصب عليه كأنه المفروض يقرأ أفكارك و يعمل اللي أنت عايزه من غير ما تقوله أو كأنه عمره ما بينسي .

ايه الفرق ما بين فكرتك عن طلوع الشمس من المشرق و فكرتك مثلاً أن الناس اللي حواليك المفروض يقروا أفكارك من غير ما تقول و عمرهم ما ينسوا اللي أنت قولتلهم ؟

الفرق أن الأولي حقيقية , و التانية عاملة بظبط ذي فكرة أن الشمس بتطلع من المغرب , كدبة , و عشان الكدبة بتعارض الواقع أن أنت نفسك مبتعرفش تقرأ أفكار الناس , و كتير بتنسي اللي قالولك تعمله , بتحس بالأحباط و الغيظ من الشخص و ممكن تتعصب عليه , عشان أنت مصدق الكدبة دي , و ده معني المقولة ببساطة , لو أنت مش واثق من حاجة 100 % , الفكرة اللي بتمثلها بتكون مهزوزه , و لو قابلتها فكرة حقيقية هتعارضها و هتصادمها و هتهدمها ذي مطلع الشمس , لكن لو أنت محدد نفسك بالفكرة دي كأنسان , الموضوع بيكون أكتر .

لو أنت مصدق أن أنت ناجح , و جه حد بينلك أو عمل معاك موقف بيثبت العكس من تعريفك للنجاح بأشكاله المختلفه , عشان أنت مصمم هويتك بالصورة دي و بتقول أنا الشخص ده , الكلمة اللي هوا قالها هتكون بتهدد شخصك و هويتك , و بتعرضها لخطر أنها تتهدم , و من هنا لازم يدافع عن نفسه بكل الطرق الكلامية أو حتي العنف لو مقدرش يسكت الشخص من الكلام , لأن الحقيقة عندها قدرة هدم حضارات كاملة قايمة علي الكدب لو أتقالت , و أتسمعت , و ما بيكونش في تصليح للكدبة بسهوله .

لما تكون واثق 100 % مفيش حاجة بتهزك أو بتحركك , مهما كانت غير لو الحقيقة اللي أنت متمسك بيها ماكنتش كاملة .

و السؤال هنا أحنا ازاي بنقدر نعرف الحقيقة لما تتقال لما نتخلي عن أوهامنا ؟

لأن جوانا روح أصلها روح الحق , روح ربنا , و عشان كده بنحس أن الحقيقة حقيقة لما نسمعها  لو أحنا مش بنكدب علي نفسنا (و ده من دلايله غياب الغضب الظاهر أو الباطن أو الأحباط) .

و من هنا دي دعوة أنك تاخذ نظرة في حياتك و تسأل نفسك لو في جزء معين فيها بتتعصب علي حاجات و بتقنع نفسك أن أنت صح , العصبية دي صديقتك عاملة ذي الأنذار اللي بيعرفك ترجع لمصدر الكدبة عشان تتأكد منها , و تنهي تحكمها فيك , لأن في النهاية الخوف عمره ما كان عدوك , الخوف صديقك .

 بالنسبة للخوف و الحقيقية , الموضوع ده بيشذ عن القاعدة في حالة واحدة , و هي الغضب للحقيقة , ذي غضب سيدنا موسي عليه السلام لما لقي قومه بيعبدوا البقرة أو سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم لما يحصل أنتهاك لحرمة من محارم ربنا , بس غضب الرسول عمره ما كان لنفسه و ده الفرق , الغضب اللي فوق كله دفاع عن النفس و هويتها الزايفة .

About Ahmad Salahudin

La Ilaha Ila Allahu
هذا المنشور نشر في 1-حقائق غريبة عن غابة البشرية. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق