لما حد يصر أنه عارف حقيقة الحياة , أسأله هو ليه محتاج يصر بعصبية . فيرنون هاورد
تعليقي :
لو حد جيه و قالك الشمس بتتطلع من المغرب و طبعاً أنت عارف من كل سنين عمرك اللي أنت عشتها , أنها بتتطلع من المشرق .
هتكون حاسس بأيه و هيكون أيه رد فعلك تجاه الشخص اللي هيقولك كده ؟
الطبيعي عشان أنت متأكد 100 % مفيش أي حاجة بتعارض الفكرة في عقلك , و الحقيقة , فهتكون هادي و هتبصله و تضحك , تقوله أنت شارب ايه يابني و مهما حاول يقنعك مش هيأثر فيك و مش بعيد تشك أنه عنده تهيؤات .
أيه اللي بيحصل لما تكون متأكد أن في حاجة معينة المفروض تحصل , و متحصلش ؟
لو حاجة صغيرة بتصاب بالأحباط , لو حاجة أكبر ممكن تتعصب علي الشيء اللي عاملك المشكلة اللي مش ماشية مع ظنك , أو لو شخص عمل عكس اللي أنت عايزه يا ممكن تسيبه و تمشي أو تتعصب عليه كأنه المفروض يقرأ أفكارك و يعمل اللي أنت عايزه من غير ما تقوله أو كأنه عمره ما بينسي .
ايه الفرق ما بين فكرتك عن طلوع الشمس من المشرق و فكرتك مثلاً أن الناس اللي حواليك المفروض يقروا أفكارك من غير ما تقول و عمرهم ما ينسوا اللي أنت قولتلهم ؟
الفرق أن الأولي حقيقية , و التانية عاملة بظبط ذي فكرة أن الشمس بتطلع من المغرب , كدبة , و عشان الكدبة بتعارض الواقع أن أنت نفسك مبتعرفش تقرأ أفكار الناس , و كتير بتنسي اللي قالولك تعمله , بتحس بالأحباط و الغيظ من الشخص و ممكن تتعصب عليه , عشان أنت مصدق الكدبة دي , و ده معني المقولة ببساطة , لو أنت مش واثق من حاجة 100 % , الفكرة اللي بتمثلها بتكون مهزوزه , و لو قابلتها فكرة حقيقية هتعارضها و هتصادمها و هتهدمها ذي مطلع الشمس , لكن لو أنت محدد نفسك بالفكرة دي كأنسان , الموضوع بيكون أكتر .
لو أنت مصدق أن أنت ناجح , و جه حد بينلك أو عمل معاك موقف بيثبت العكس من تعريفك للنجاح بأشكاله المختلفه , عشان أنت مصمم هويتك بالصورة دي و بتقول أنا الشخص ده , الكلمة اللي هوا قالها هتكون بتهدد شخصك و هويتك , و بتعرضها لخطر أنها تتهدم , و من هنا لازم يدافع عن نفسه بكل الطرق الكلامية أو حتي العنف لو مقدرش يسكت الشخص من الكلام , لأن الحقيقة عندها قدرة هدم حضارات كاملة قايمة علي الكدب لو أتقالت , و أتسمعت , و ما بيكونش في تصليح للكدبة بسهوله .
لما تكون واثق 100 % مفيش حاجة بتهزك أو بتحركك , مهما كانت غير لو الحقيقة اللي أنت متمسك بيها ماكنتش كاملة .
و السؤال هنا أحنا ازاي بنقدر نعرف الحقيقة لما تتقال لما نتخلي عن أوهامنا ؟
لأن جوانا روح أصلها روح الحق , روح ربنا , و عشان كده بنحس أن الحقيقة حقيقة لما نسمعها لو أحنا مش بنكدب علي نفسنا (و ده من دلايله غياب الغضب الظاهر أو الباطن أو الأحباط) .
و من هنا دي دعوة أنك تاخذ نظرة في حياتك و تسأل نفسك لو في جزء معين فيها بتتعصب علي حاجات و بتقنع نفسك أن أنت صح , العصبية دي صديقتك عاملة ذي الأنذار اللي بيعرفك ترجع لمصدر الكدبة عشان تتأكد منها , و تنهي تحكمها فيك , لأن في النهاية الخوف عمره ما كان عدوك , الخوف صديقك .
بالنسبة للخوف و الحقيقية , الموضوع ده بيشذ عن القاعدة في حالة واحدة , و هي الغضب للحقيقة , ذي غضب سيدنا موسي عليه السلام لما لقي قومه بيعبدوا البقرة أو سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم لما يحصل أنتهاك لحرمة من محارم ربنا , بس غضب الرسول عمره ما كان لنفسه و ده الفرق , الغضب اللي فوق كله دفاع عن النفس و هويتها الزايفة .